
لا تشتكـي مـا للغـلاءِ دواءُ
حتى يـداوى بالكتـابِ الـداءُ
|
ويكونُ أمرُ اللهِ حكمـاً نافـذاً
ولكل مفسـدةٍ يكـونُ جـزاءُ
|
على أعينٍ لا تنتهي ما لم يكنْ
حزمٌ تراهُ الشمسُ والجـوزاءُ
|
وعدالةٌ لا ينطفـي نبراسُهـا
ونصيحةٌ لا تنثنـي عصمـاءُ
|
ويكونُ ما قالَ النبـيُ مطبقـاً
في حياتِنا والمسلمون سـواءُ
|
في بيعِنا وشرائِنـا ومعاشِنـا
فلقـدْ ورثِنَـا سنـةٌ سمحـاءُ
|
والراشدون من الصحابة اقتدوا
ومحمـدٌ القـدوةُ الحسـنـاءُ
|
فلـمَ لـمَ لا نقتـدي بكرامِنـا
ونعيشُ في هذي الحياةِ صفاءُ
|
قبلَ الحسابِ وكلُ نفسٍ تُسـألُ
والقبرُ فيه مسائـلٌ وقضـاءُ
|
والكـل منّـا مذنـبٌ متأمـلٌ
رحمـاتُ ربـه كُلُنـا خطَّـاءُ
|
يومَ الفصالِ عظيمـةٌ أهوالـهُ
جناتُ خلدٍ ليسَ فيهـا شقـاءُ
|
أو في جحيمٍ سعـرتْ نيرانـهُ
ضَجَّت بهِ الأمواتُ والأحيـاءُ
|
وصلاحُ أمرِ المسلمين كتابُهُـم
الكـونُ مـن آياتـهِ وضَّـاءُ
|
منْ ذاَ يفرِّطُ في سراجِ حياتـهِ
غيرَ الذي لعبتْ بـه الأهـواءُ
|
لم يستعذْ باللهِ مـنْ شيطانـهِ
واللهُ يعْقـلُ نُـورَهُ العـقـلاءُ
|
ونجاةُ كلِ المسلمينَ صلاتُهـم
اللهُ أكبـرُ والصـلاةُ دعــاءُ
|
وجهادُهم للنفسِ عن شهواتِها
والصومُ خيرٌ والزكـاةُ نمـاءُ
|
اللهُ نورُ الكـونِ جـلَّ جلاُلُـه
فهـو الغَنِّـيُ وكلنـا فُقَـراءُ
|
وبنورهِ منْ يستضـيُ بنـورهِِ
ازداد من نورِ الجمـالِ حيـاءُ
|
وأمانـةٌ فـي أكلـهِ وشرابـهِ
وطهـارةٌ إنَّ الحيـاةَ نـقـاءُ
|
لو كان فيها الخائنون نفوسهم
فالخيـرُ فيهـا عفـةٌ ووفـاءُ
|
الصادقونَ الصابرونَ تسيـدوا
فيها تراهـمُ بالصـلاةِ بكـاءُ
|
الطامعـونَ بعفـوهِ سبحانَـهُ
وهو الذي فيما يشـاءُ يشـاءُ
|
من يلتقيهِ موحداً يهنـى بـهِ
حتى وإنْ كثرتْ لـهُ الأخطـاءُ
|
تجَّارُنَا خافوا مـن اللهِ الـذي
جَعَلَ التجـارةَ نعمـةٌ وثـراءُ
|
فالبيعُ من خيرِ الحلالِ محلـلٌ
وكذا بطيبِ الربحِ كانَ شـراءُ
|
لا تظلمونَ الناسَ في أرزاقهم
وكأنَّكـمْ للجاحـظِ البـخـلاءُ
|
لا تخدعونَ الناسَ في أموالهم
بدعايةٍ غرقوا بهـا الجهـلاءُ
|
أتطففونَ كـأنَّ فرْعـونٌ أتـى
مكيالـهُ بُخْـسٌ وفيـه بـلاءُ
|
لا تضربونَ السعرَ في أرباحهِ
أضعافُ قيمتـهِ فهـذا وبـاءُ
|
تتنافسونَ مع البنوكِ تنافسـاً
بَشِعاً وفيـه مخاطـرٌ وعـداءُ
|
وكأنَّكمْ مُسْتَعْمـرون تأبْطـوا
شراً على أرضٍ بها البسطـاءُ
|
أينَ التجارةُ لا تـرَ أطماعَكـم
أينَ التعـاونُ أيُّهـا الـوزراءُ
|
أينَ الرقابةُ لم تقم في دورهـا
أينَ النزاهـةُ والغـلاءُ غـلاءُ
|
أينَ الأوامرُ لم ينفـذْ بعضُهَـا
و الخير فيها نعمـةٌ ورخـاءُ
|
أينَ الأوامرُ لم يطبقْ نصفهـا
أهدافها خيـرٌ بـلا استثنـاءُ
|
من خادمِ البيتين طابَ مقامُـه
أدى الأمانةَ صـادقٌ معطـاءُ
|
لم يدخرْ جهداً ليبقـى شعبَـهُ
في خيرِ حـالٍ أيُّهـا النبـلاءُ
|
اللهُ يحميـه ويحمـي موطنـاً
البيـتُ فيـه منـارةٌ غـراءُ
|
فلتكبحوا خطرَ التجـارةَ إنِّهـا
اسْتَعْمرَتْ بشرورهَـا عظمـاءُ
|
من قبلنا والهندُ أكبـرُ شاهـدٌ
أينَ المغـولُ أباطـرٌ زعمـاءُ
|
وهي الجميلةُ إن تلوثَ ثوبَهـا
صارتْ على هامِ الكرامِ عصاءُ
|
وكذا البنوكُ كما ترى تنظيمَها
أسرتْ شعوباً شاعَ فيها رِبَـاءُ
|
كم قيدتْ بسلاسـلٍ عملائَهـا
والمـالُ فتنـةُ أمـةٍ عليـاءُ
|
يا ربّ عفوك كل من وقعوا بها
والخيرُ في خيرِ البنوكِ وعـاءُ
|
وعلى الكريم توكلوا وتعاونوا
حلُ المشاكـلِ رغبـةٌ وذكـاءُ
|
لا ليسَ عيبٌ أن تعومَ مشاكلاً
العيبُ إن بقيـتْ بـلا إنهـاءُ
|
ومن الشجاعةِ والإدارةِ حلهُّـا
إنَّ الإدارةَ منـبـعٌ ودهــاءُ
|
يا ربّ ، احفظ ديننا وكتابنـا
واغفر لنا أنتَ العظيمُ سخـاءُ
|
واحمي لنا وطناً كريماً شعبُـهُ
ومليكُـهُ والرايـةُ الخضـراءُ
|
صالح محسن الجهني
|
البيت الثالث : ( على أعينٍ لا تنتهي ما لم يكن ، حزمٌ تراهُ الشمسُ والجوزاءُ )
فقد جمع أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله كذلك الشمس والجوزاء
في أحد أبيات قصيدته العصماء الهمزية النبوية
حيث قال رحمه الله : ( يأيها المُسرى به شرفاً إلى ، ما لا تنال الشمسُ والجوزاءُ )