عميد طيار ركن متقاعد

لقب ( شاعر القوات الجوية ) تشريف وتكريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران رحمه الله فقد منحني إياه في حفل تخرج الدورة ( الحادية والعشرون ) من كلية الملك فيصل الجوية بالرياض (عام 1402 هـ - 1981م)



الأربعاء، 12 فبراير 2025

ولى الحمار وحل محله الفيل ... والأمر في غابة الحيوان تبديل

 

قصيدة ولى الحمار - الجزء الأول


قصيدة ولى الحمار - الجزء الثاني

ولَّى الحمارُ وحلَّ محلّهُ الفيلُ
والأمرُ في غابةِ الحيوانِ تبديلُ

واللهُ أعلمُ أنَّ الأمرَ جعجعةٌ 
طحينُهَا الزيفُ والأصواتُ تضليلُ

ولَّى الحمارُ وقدْ ضاقتْ بهِ السُّبُلُ
كأنَّ ما قدْ جرى بالأمسِ تمثيلُ

قدْ كان في نزهةٍ والقردُ سيدهُ
يقودهُ في قطاعٍ طولهُ ميلُ 

احتلَّهُ يومَ خيلُ المجدِ غافلةٌ
سيوفُهَا عُطِّلتْ والجُبنُ تهويلُ

والنَّاسُ فيهِ وإنْ صغُرتْ مساحتهُ
عاثَ الحمارُ بهم والقردُ بِرطيلُ

عاثَ الحمارُ بهم والقردُ صهينهُ
وغزَّةُ المجْدِ لا يثنيهَا تنْكيلُ

حتى المجازرُ لم تكسرْ عزيمتهَا
والنصرُ صبرٌ وتسبيحٌ وتهليلُ

فالموتُ عن أرضِهِم عزٌ ومكرمةٌ
نالوا الشهادةَ يا ويحَ الأباطيلُ

ولَّى الحمارُ وولَّى القردُ منهزماً
وجيلُ غزَّةَ يأتي بعدهُ جيلُ

فاللهُ ناصرهَا لو ضاقَ خاطرهَا
حتماً سيجبرهَا والصَّبرُ قنْديلُ

والفيلُ أقْبَلَ بالفلواتِ منتصراً
على الحمارِ وهلْ بالأمرِ تعديلُ؟ 

عادتْ إليهِ مكانتهُ التي خطفتْ
شعارهَا النَّسرُ لا جحشٌ ولا فيلُ

فالنَّسرُ معتكفٌ والقردُ صاحبهُ
والعُشُّ من فوقهِ علمٌ وطربيلُ

والدِّيكُ في طوعهِ فيمَا يرومُ لهُ
والأسْدُ تيجانهَا للحقِّ تعطيلُ

والدُّبُ في حيرَةِ الحيرانَ مرتبكاً 
والأمنُ إنْ ضاعَ للتنّينِ تحليلُ

والأمرُ عندَ وحوشِ الغابِ مرتعةٌ
وعندَ كلِّ دوابِّ الأرضِ تطبيلُ

وعندَ بعضِ طيورِ الجوِّ منفعةٌ
فيمَا عدى طائراً يدعى أبابيلٌ

هذا هو الحالُ والأيامُ شاهدةٌ
لكلِّ حالٍ في علمِ اللهِ تفصيلُ

في موقفٍ فيه كلُّ النَّاسِ تنتظرُ
يومَ الحسابِ وقدْ حضرَ المراسيلُ

وذلك اليومُ يشهدهُ ملائكةٌ
والوعدُ حقٌ وقدْ حضروا وجبريلُ

لكلِّ قومٍ رسولٌ كان ينذرهمْ
يهدِي إلى الحقِّ تحريمٌ وتحليلُ

للنفسِ في محكمِ القرآنِ حرمتهَا
من قبلِ آياتهِ صحفٌ وإنجيلُ

اللهُ في كلِّ دينٍ صانَ حرْمتَهَا
جريمةُ القتلِ من أفعالِ قابيلُ

وكلُّ نفسٍ بما كسبتْ سيجزيهَا
جناتُ خلدٍ وللأشرارِ سجيلُ 

هذا هو الحالُ والأخبارُ داميةٌ
فيها البشاعةُ تدميرٌ وتثكيلُ

هلْ للسلامِ طريقٌ بينَ عالمنَا
أم للحروبِ دعاياتٌ وتسهيلُ ؟

هذا السؤالُ الذي صعُبتْ اجابتهُ
أبناءُ آدمَ فوقَ الأرضِ تقتيلُ  

قتلُ الخلائقِ لمْ يفدِّ رهائنهمْ
جيشُ احتلالٍ وتدعمهُ أساطيلُ

قتلى وجرحى ومفقودٌ ومعتقلٌ
وشعبُ غزَّةَ مرتهنٌ معازيلُ

العدلُ ضاعَ فلا سِلمٌ نؤملهُ
حتى يُفَعِّلُهُ خمسٌ مفاعيلُ 

في مجلسِ الأمنِ أو في هيئةِ الأممِ
الأمنُ مطلبهمْ إن يصدَقَ القيلُ

حتى تعودَ فلسطينُ ومسجدنَا
رهينتانِ ولا تكفي الأقاويلُ

أغلى الرهائنُ بالدنيا ومشرقِها
لها بكلِّ قلوبِ الناسِ تبجيلُ

تحتَ احتلالٍ وإن جفَّتْ مصادرهُ
عمَّ السَّلامُ وفاضَ البحرُ والنِّيلُ

فوقَ الأراضِ التي شرِبتْ طبيعتهَا
سيلُ الدماءِ وما أرواهَا هابيلُ

صالح محسن الجهني

أسماء ومفردات ومعاني 
——————————

الحمار شعار الحزب الديمقراطي: ( بايدن )
الفيل شعار الحزب الجمهوري: ( ترامب )
القرد: ( نتنياهو / اسرائيل )
النسر: ( أمريكا )
الديك: (فرنسا)
الأُسود وتيجانها: (بريطانيا)
الدب: ( روسيا )
التنين: ( الصين )
خمس مفاعيل: ( الأعضاء الخمس في مجلس الأمن )

طائر يدعى أبابيل: (ذكر في سورة الفيل)

دعني أغني للسياسة والغزل ... الحب أعذب للقلوب من العسل

دعني أغني

دعْني أُغني للسياسَةِ والغزلْ 
الحبُ أعْذَبُ للقلوبِ من العسلْ

فيه النقاوةُ والصفاوةُ والهنَا
والشوقُ والوصلُ المُحَبَبُ والعذلْ

والهجرُ والأشواقُ تلْفَحُ نارهَا
قلبَ المحبِّ ورغمَ ذلكَ ما قَتلْ

ما أجملَ الحبَّ العفيفَ وشعْرَهُ
جزْلٌ ويجتاحُ القلوبَ على عجلْ

فيه المعاني كالعبيرِ نسيمهَا 
والمفرداتُ على الفصاحةِ تُرْتجلْ

ما قاله الشعراءُ سطّرهُ الهوى 
فيما مضى والبيتُ باقٍ كالطللْ

الحُسْنُ فيه وما يغيبُ هلالهُ
والبدْرُ في جُنْحِ اللياليا اكتملْ

يُنبئكَ عن تلكَ السنينَ وأهلهَا
وحصافةُ الإنسانِ من تلكَ الدولْ

صقلتَ نفوساً كالربيعِ جمالهَا
والروضةُ الغناءُ ينعِشُهَا البللْ

والطيرُ في أنحائِهِا أسرابهُ 
تدنو من الوردِ الجميلِ على مهلْ

وترنمتْ حتى تمايلَ غصنهُ
طرباً على الشعرِ المغنى والزجلْ

والشعرُ أعذبهُ النسيبُ وبيتهُ
نشدوهُ تكراراً مراراً بلا مللْ
 
والحكمةُ الغراءُ أعظمُ شعرنَا
والفخرُ والمدحُ المجودُ كالحُللْ

وعلى أعادِينَا الهجاءُ سلاحُنَا
أبياتهُ أوفى وفي الخطْبِ الجللْ

ذبٌ عن الإسلامِ عن أوطانِنَا
ضدَّ العدو المعتدي والمحتملْ

كمْ من صداقاتٍ تَبدّلَ حالهَا
وصداقةُ الطاغوتِ ما فيها أملْ

رأسُ الضلالِ وخادمٌ لخصومِنَا
راعي بني صهيونَ أشباهُ الثَعلْ

ضدَّ العدالةَ رافضٌ لجهودهَا
والعدلُ أعظمُ ما تصانُ به الدولْ

لا سامَ إلا منْ تسامَتْ روحهُ
والمجرمُ المحتلُّ يُجزى بما فعلْ

في أرضِ غزةَ في جَنينَ جرائمٌ
ومجازرٌ في كلِّ يومٍ تفتعلْ

أطفالهَا ونسائهَا وشبابهَا
قتلوا أبيدوا وما شعرتَ بما حصلْ

تأتي إلينا في خطابٍ بائسٍ
يا ( ترمبُ ) ما هذا الكلامُ المبتذلْ؟

ما فيهِ من روحِ السياسةِ ذرّةً
وكأنَّكَ العبدُ المطيعُ المعتقلْ

في طوعِ ( بنيامينَ ) تخدمُ عندهُ
أمريكا هيبتهَا أصيبتْ بالخجلْ

الشّهمُ فيها بعد قولكَ غاضبٌ
والحُرُّ لا يرضى العدالةَ تختزلْ

الحلُّ عندكَ هجرةٌ عن أرضهمْ
أَمنحتَ للمحتلِّ أرضاً أبا جهلْ؟

وكأنَّ (بلفورَ ) الخبيثَ بفعلهِ
أوصاكَ أن تأتي الرياضَ على جملْ

ومطالباً أن نحتوي إخواننَا
لو كنتْ تعلمُ نحتويِهم بالمقلْ

لكنهم عن أرضِهم لن يرحلوا 
والمجرمُ المحتلُ يُدركُهُ الأجلْ

وعدٌ من الرّحمٰنِ ينهي وجودهم
كلُّ احتلالٍ غاصبٍ عنها رحلْ

هذي فلسطينُ العظيمُ مكانُهَا
يُنْهِي الغزاةَ على أراضِيهَا بطلْ

إني لمعتقدٌ بأنَّهُ قادمٌ
والقولُ قولُ اللهِ ما فيهِ جدلْ

صالح محسن الجهني