يا وطني
لمَ الإعلامُ ضجّ بهِ الفضاءُ
فلا صبحٌ يراهُ ولا مساءُ
يئن أنينهُ مثل الأفاعيْ
مع الخبرِ المسيسِ ببغاءُ
فحيرنا وزاد الأمرَ قبحاً
على ماذا التشاكي والبكاءُ ؟
لنا فيما نراهُ وما سمعنا
سنيناً ضاعَ فيهنَّ الصفاءُ
حملنَ من المآسي وما ولدنَ
سوى فتناً تهزُ لها السماءُ
وهُزْهزَ من عجائبها الأراضي
وإعلامُ الحروبِ لهُ رغاءُ
ولولا اللهِ ما اجتزنا صعاباً
على اللطْفِ الكريمِ لهُ الثناءُ
فيا وطني الحبيبُ فداك روحي
وشعبكَ قد أعدَّ لكَ الفداءُ
ومهما الحقدُ منبرهُ تمادى
وجدتَ الحبَّ منَّا والوفاءُ
لتحيا في حصونِ المجدِ فخراً
وعزاً لا ترامُ لهُ سماءُ
وتنعمَ في أمانِ اللهِ دوماً
ويرفعُ من منابركَ النداءُ
فلا وطناً يعادلكَ اعتدالاً
وسلماً والسلامُ لنا رداءُ
فمن عاداكَ لا خيراً يراهُ
ولا سلما وقد كشف الغطاءُ
رأينا الحقدَ والأيامَ تحكي
وتنطقُ في أواخرها الجزاءُ
لمن عاداكَ يا وطني عذاباً
وربك يستجيبُ لك الدعاءُ
لمن عاداكَ يا وطني عقاباً
وقد علموا بأن لكَ البقاءُ
ستنعمُ بالسعادةِ مستقراً
فلا وطناً سعيداً بهِ دماءُ
ولا وطناً عزيزاً بلا جنودٍ
وشعبك مثل جندكِ أوفياءُ
صالح محسن الجهني