رثاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود طيّب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته جنات النعيم
نشرت في جريدة الرياض (الجمعه 12 شعبان 1426هـ - 16سبتمبر 2005م - العدد 13598) وفي المجالس الينبعاوية .
رابط القصيدة / جريدة الرياض
المسجـدانِ وقبـلـةُ الايـمـانِ
حُزنـاً عليـك وسائـر البلـدانِ
ياخادم الحرمين مـن نسماتهـا
خير الدعاء بصـادق الوجـدانِ
بشراك خيـراً والعبـاد شواهـد
والأرض والإسـلام والملـكـانِ
الله يعلـمُ مـا بذلـت لديـنـه
مـاذا صنعـت لأمـة الفرقـانِ؟
كي يستنير العالمـون بنورهـا
نـوراً بنـور طباعـة القـرآنِ
المسلمون وقد أصبـت قلوبهـم
يرجون خيـراً رحمـة الرحمـنِ
هم يسألون الله في كنف الدجـى
إكرامكم فـي جنـة الرضـوانِ
عقبى الحياة الى نعيم رياضهـا
ومن الرياض الى رياض جنـانِ
الموت حـق والحيـاة قصيـرة
والله بـاق كـل شـيء فانـي
ملك الملوك ومن عظيـم جلالـه
أكساك ثوب العـدل والاحسـانِ
ملهم فؤادك حيث شاء من المنى
الخيـر حتـى كُـرم الحرمـانِ
العالمون علـى صعيـد واحـد
أطـروك بالخيـرات والعرفـانِ
لما نعيت مواكبـاً فـي موكـبِ
صوب الرياض بحسرة الولهـانِ
الكـل منهـم شاعـر بمصابنـا
يامـن بذلـت الخيـر للاوطـانِ
يارائد التعليم في وقـت مضـى
أنعـم بخيـر اللحـد والاكفـانِ
الجامعـات حواضـر ملموسـة
اميـة ذهبـت الـى النسـيـانِ
إن كان من يبني الرجـال معلـم
للعلـم والتعليـم انـت البانـي
اوليت بيـت الله جهـداً وافـراً
نعم الموسع للحجيـج الحانـي
الزائـرون القادمـون وقـد رأوا
أم القـرى ومدينـة العدنـانـي
معمورتـان بحـلـة قدسـيـة
قالـوا كأنهمـا همـا القمـرانِ
معمورتان مـن الحجـارة انمـا
اسلافنـا للمـجـدِ والعـمـرانِ
فضل السقاية والرفـادة نلتهـا
لله زمــزم رافــد بـأمــانِ
لله ترويـة البحـار نشرتـهـا
وبحارنـا بالـعـذب تلتقـيـانِ
نسألـهُ ان يسقيـك أجر معينهـا
مـن كوثـر المختـار والريـانِ
رمز الزراعة في بـلاد اصبحـت
للقمح مهـد والميـاه سوانـي
الأمن كنـت وزيـره وسـواره
حصنـاً منيعـاً ثابـت الاركـانِ
شيـدت دوراً للعـلاج طبيبهـا
للاعتنـاء بصحـة الإنـسـانِ
صممت في صم الجبـال معابـر
دشنـت مينـاءً عظيـم الشـأنِ
ياممسكـاً حبـل الإلـه توكـلاً
بالسـر والإفصـاح والاعـلانِِ
الخير قد شمل الحيـاة بأسرهـا
والخلـق للإعمـار بالبـرهـانِ
صغت المراسيم الثلاثـة حكمـة
نهجاً لنا فـي راسـخ البنيـانِ
اعطيـت همـة قائـد متفـهـم
ساس الظروف بحنكة الشجعـانِ
تغزو بقلبـك ناصـر ومجاهـد
فـي عـزة الإسـلام والافغـانِ
لبنان ساحرة القلـوب اعنتهـا
في رأب صدع نـازف الشريـانِ
القدس زهـراء المدائـن اهلهـا
لا ينكـرون دعائـم الفـرسـانِ
قد كنت خير الداعمين جهادهـم
الصابـرون لسطـوة السجـانِ
الانتفاضـة بالقلـوب ضممتهـا
عطفـاً يليـق بهمـة الشبـانِ
بذل سخي فـي صـراع مؤلـم
للامتيـن بعيـدهـا والـدانـي
قد سجل التاريخ جهـداً صادقـاً
فيما مضى بالغـور والجـولانِ
رمز السيـادة والسـلام وملهـم
إن مال غيرك راجـح الميـزانِ
كم من مبادرة سعيـت لرسمهـا
ترنو لجمـع الاهـل والاخـوانِ
حق الجوار فضيلة تدعـو لهـا
من صادق الاحساس والاشجـانِ
انت الذي نصـر الإلـه مسـاره
في دحر ناقوس مـن الطغيـانِ
لم تـرضَ إلا ان تعـود لأهلهـا
أرض الكويت ومقلـة الاعيـانِ
أرض الكرام كريمـة احسابهـا
آل الصبـاح وخيـرة الجيـرانِ
في نصرة المظلوم لم تركن الـى
ركن مـن الخـذلان والخسـرانِ
للبوسنييـن الجيـوش عقدتهـا
مضطـرة فـي غـزوة البلقـانِ
قد كنت من أرض الرياض تديرها
والله ايدكـم بنـصـر ثـانـي
كم من بناء شامخ فـي أرضهـا
وبغيرهـا للبـيـرق الـرنـانِ
في خدمة الإسلام كـف ناصـع
في مد كف العون قلـب هانـي
جزلُ العطايا للكـوارث حيثمـا
كانت سعيتَ بشعبـك المتفانـي
نلت المحبـة والكرامـة سيـداً
والاحتـرام مشيـع الجثـمـانِ
عانيـت مـن داء أليـم اجـره
خيـراً ومكرمـة الـى الغفـرانِ
تبكي عليـك عصابـة اسديتهـا
خيـراً كثيـراً صفـوة الاديـانِ
الله نسـأل مـن كريـم عطائـه
في جنـة مخضـرة الاغصـانِ
دعني أمير الشعر ارثـي راحـلاً
ان الرجـال معـادن ومعـانـي
علمتني قرض القصيد فهل الى؟
من كان مثلي في خطاك ثوانـي
فكأنما إحساسكم عطـر الشـذى
وكأنما سحـر البيـان دعانـي
ياليت شعري ان يجود ويرتقـي
في منبر الأدب اللبـاب ترانـي
ايقنـت انـك مـادح او راثـيٌ
مـن حققـوا للأمتيـن امانـي
ها قد تبعتك فـي رثـاء مبجـل
الفهـد يـوم رحيلـه أبكـانـي
اقسمت انك لو شهـدت صنيعـه
(لنظمت فيه يتيمة الازمانِ) (1)
يادائـم الإنعـام اوسِـع منـزلاً
للسابقيـن لرحمـة وتهـانـي
يارب رحمـاك بعيـد رحيلهـم
اسبـغ علينـا نعمـة السلـوانِ
الصبر بالضـراء خيـر وسيلـة
والحمـد بالـسـراء للمـنـانِ
البيعـة الغـراء فـي اعناقنـا
محفوفـة بالخيـر والريـحـانِ
هـذا وعبـدالله خيـر خليـفـة
عبدالعزيـز ونسلـه صـنـوانِ
الخير فيكـم والوفـاء سبيلنـا
وسبيلكم مـن سالـف الازمـانِ
نعم العـزاء لأمـة نحنـو لهـا
في دولـة مرموقـة السلطـانِ
نحن السعودييـن عـزُّ بلادنـا
بالله ازهقنـا العـدو الشـانـي
اهل لحمـل امانـة طابـت لنـا
فيهـا النعيـم بأخضـر وبيـانِ
ياخادم الحرميـن هـذا عهدنـا
سلطان أنسـى جـوده أحزانـي
في منشـط او مكـره ياسيـدي
طـوع البنـان وأيهـا الامـرانِ
صالح محسن الجهني
__________________
(1) لنظمتُ فيك يتيمة الأزمان .. لأمير الشعراء أحمد شوقي
( إقتباس )
والقصيدة معارضة أدبية على نهج قصيدته في رثاء مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطني بمصر والذي توفي عام 1908م ومطلعها
(المشرقان عليك ينتحبان.. قاصيهما في مأتم والداني)