سألتُ سلوى لمَ الأحبابَ قد غابوا ؟
وحال بينَهُمُ حرسٌ وأبوابُ
وأُغلقت كلَّ نافذةٍ مُشرَّعةٍ
منها النسيمُ يطوفُ الأرضَ أطيابُ
فجاوبتني ودمعُ العينِ منهمرٌ
كأنَّهُ عارضٌ بالصبحِ صبابُ
لا علمَ عندي ولا خبراً لما يجري
هلْ للمصائبِ أعراضٌ وأسبابُ ؟
فقلتُ والحزنُ أطيافٌ وأسرابُ
العلمُ للهِ غفارٌ وتوَّابُ
نعم لها ما لها مما لها سببٌ
لكنهم رغْمَ جُرْحَ القلبِ أحبابُ
وكان أجدرَ أن لا ينكشفْ أمرٌ
ما دام يُرجى له طِبٌ وإنجابُ
وكان أجدرَ أن تُرعى عواقبهُ
أليسَ بينَهُمُ رَحَمٌ وأنسابُ ؟
أليسَ بينَهُمُ دينٌ يُجَمِّعُهُمْ ؟
أليسَ بينَهُمُ ضادٌ وإعرابُ ؟
وكانَ أجدرَ أن تُرعى نتيجتهُ
كي لا يخوضَ بهِ غربٌ وأغرابُ
كيْ لا يكونَ جداراً ضِدَّ وحدتهمْ
وأسوأُ الحالِ أندادٌ وأحزابُ
وكانَ أجدرَ حلاً في مجالسهمْ
فيها الوفاءُ لرأبِ الصدعِ أصحابُ
كيْ لا ينالَ الذي في قلبهِ حقدٌ
ما قدْ تمناهُ والإعلامُ كذَّابُ
كمْ أوقَدَ النارَ بين الناسِ متخذاً
ثوبَ المحللِ إرجافٌ وإرهابُ
عودوا إلى الرشدِ إنَّ الحلَّ بينَكُمُ
روحُ الإخاءِ تُعيدُ الصفوَ إعجابُ
ليسَ التشنجُ في الآراءِ ديْدَنُنَا
إنَّ التوافقَ نبراسٌ وتِرْحَابُ
حتى التسامحُ مثلَ العفوِ شيمتُنَا
والظَّنُ والشكُّ تفرقةٌ وإنشابُ
حتى لا نندمَ اطووا صفحةً كُشِفَتْ
واستبشروا الصبحَ أزهارٌ وعُنَّابُ
إنَّ العدَّوَ لمنتظرٌ لنكبتِنا
فأغلقوا بابهُ والصلحُ محرابُ
لا ليسَ عيباً تنازلنا لاخوتِنا
إنَّ التفاهمَ بالاشياءِ جذابُ
فلنسعى للأمنِ إنَّ الأمنَ مطلبُنَا
أهلُ الخليجِ وربُّ الكونِ وهَّابُ
لنْ يجلبَ الأمنَ إلّا أَهلُ جلدتهِ
وغيرُ ذلك أطْماعٌ وأقطابُ
صالح بن محسن الجهني