قصيدة مهداه إلى صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة افتتاح ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لبرج المملكة - مدينة الرياض نشرت بجريدة الرياض الأربعاء 3 رمضان 1424 هـ 29 أكتوبر 2003 م - العدد 12910
أصنعتَ مجداً أمْ أقمـتَ فنـارا
أمْ هذا عشقٌ للرياضِ فصـارا
|
أمْ هذا نبراسُ العلـومِ أنرّتـهُ
كي نستنيرَ ونخطِفَ الأبصـارا
|
أمْ هذا حلمُ الطامحينَ ونيلُهـم
أضحى لكلِّ العالميـنَ منـارا
|
أم هذا جودُ الفرعِ للأصلِ الذي
يُنسبْ إليهِ بموطـنٍ وديـارا
|
أتُراهُ للشعبِ السعوديِّ الـذي
تسعى لخيرهِ صادقاً وجهـارا
|
أتُراهُ دعمٌ في قطـاعِ شبابنـا
بمعـارفٍ ووظائـفٍ وتجـارا
|
أتُراهُ سيرُ الاقتصـادِ ونهجـهِ
لنهوضِنـا وتجنُّـب التيـارا
|
أمْ هذا أمـرٌ للتحـدي أردتـه
يا أوسعَ الخلقِ الكرامِ مـزارا
|
بل هذا بـرجٌ للوفـاءِ أقمتـه
نَطَح السحابَ بهيبـةٍ ووقـارا
|
أيُّ المقاصدِ كنت ترغبُ سيدي
فجعلتهـا للهِ خـيـرَ بــذارا
|
إنـي لمعتقـدٌ بـأنّ سُموكـم
يدعوا إلى الخُلُقِ الكريمِ فثـارا
|
هو ثورةُ الإحساسِ مثلُ مَعِينها
في موطنِ الحُجّاجِ والـزوارا
|
هو رغبةُ القلبِ العطوفِ بأهلهِ
فيضٌ من الأعماقِ والأشعـارا
|
هو نعمةُ الإيمـانِ باللهِ الـذي
فطرَ السماءَ وفجـرَ الأنهـارا
|
هو قمةٌ يعلو سناهـا مِنبـراً
حمداً لربِّ الكونِ واستغفـارا
|
أسماؤهُ وصفاتُهُ ندعـو بهـا
فبنى (الوليدُ) عِدادُهـا أدوارا
|
للذكرى إن الذكرى تنفعُ مؤمناً
أحصاها من أحصاها جُنّبَ نارا
|
المهتدون ذوو العزيمةِ أثبتـوا
إن الحيـاةَ عبـادةٌ وعمـارا
|
فالمالُ أصبحَ كالسلاحِ بعصرِنا
ويقيننـا بالواحـدِ القـهـارا
|
كم من مبادرةٍ لخيـرِ بلادنـا
ونمائِها أصدرْتَ فيهـا قـرارا
|
وبذلتَ جُهداً واستقرت عيّنُـك
بوليِّ عهـدٍ فـارسٍ مغـوارا
|
كرَّمتَ أعمامَ الجميعِ جميعهـم
فوهبتهم قطّفَ السنينَ ثمـارا
|
شرَّفت (عبدَاللهِ) بالبيتِ الـذي
بين السحابِ يُـردِّدُ الأذكـارا
|
أهديـتَ (نجـداً) دُرةً ملكيـةً
هي تستحِقُّها والكبـارُ كبـارا
|
فكسوّتَها حُللَ الجمالِ لحُسنِها
وجعلتَ من ليلِ الرياضِ نهارا
|
حُلمٌ على قدرِ العزيمةِ والهدى
إن الحقائقَ يبتديـنَ صغـارا
|
هذا مقالُ (أبو الوليدِ) وفكـرُهُ
رباهُ تربيـةَ الرجـالِ فسـارا
|
وسموهُ بسموِّ والـدهِ اقتـدى
فالعدلُ والإحسانُ حيثُ أنـارا
|
سبعُ الممالكِ ما رأينا مثلَهـا
وسميـةٌ للـدارِ أعـظـمُ دارا
|
دارٌ بها الأمجادُ صفوةَ ديِننـا
وصفاءُ عُرْبٍ أنجبتْ أحـرارا
|
وطنٌ كريمٌ والشتـاتُ لغيرنـا
عبدُالعزيـزِ وجيلـهُ أخيـارا
|
أرضٌ تلاحمَ أهلهـا بولاتهـم
كتلاحـمِ الأوراقِ والأشجـارا
|
أتباعُ من صلّوا عليهِ وباركوا
فشعارُنا التوحيـدُ أيُ شعـارا
|
قد سطرَ التاريخُ بالماضيِ لنـا
مجداً كأعظمِ أمـةٍ وحضـارا
|
فلنا وفي شتى العلومِ مكانـةٌ
وعمارةُ الإسلامِ أرقى عِمـارا
|
صالح محسن الجهني
|