قَطَرْتَ الحُبَّ فانْطَلَقَ الْقِطَارُ
كَغَيْثٍ في مرَاَبِيِـهِ الخَضَـارُ
|
يُـرَدِدُ مـنْ بِـهِ للهِ حُبـاً
وإجْلاَلاً وَشِيْمَتُـكَ الْوَقَـارُ
|
لِمَا قَدَّمْتَ للْبَيْـتِ الْعَتِيِـقِ
ومن لَبَّوْا حَجِيجٌ واعتمـارُ
|
لِخَالِقِنَـا بِتَوْحِيـدٍ وحمْـدٍ
مَشَاعِرُهُم كَسَتْ شعبٌ ودارُ
|
بَيَـاضٌ لا يُعَادِلـهُ بَيَـاضٌ
سِوى بِيضُ القُلُوبِ كَمَا المنارُ
|
مِنَ النَّوُرِ الْعَظِيمِ لذِيِ الْجَلاَلِ
بِنُورِهِ يُسْتَضَـاءُ ويُسْتَنَـارُ
|
فَكَانَ الْحَجُّ تَشْرِيَفَـاً وَأمْنَـاً
وتَنْظِيمـاً يُوَاكِبُـهُ ازدِهَـارُ
|
وَتكْرِيماً لِمنْ قَدْ حَلًّ ضَيْفـاً
عَلَيْنَا يَقْصِدُ الْحَـرمَ المجـارُ
|
فمكةُ ضَيْفُهَا ضيفٌ كريـمٌ
بِأَهْلِهَا لَيْلُهَا أَضْحَـى نَهَـارُ
|
سَقَاهَا اللهُ مِنْ مُزْنِ السَّحَابِ
وزَمْزَمُ جُودِهِ فَـاقَ الْبحَـارُ
|
وَجُودكَ مِنْ عَطَاءِ اللهِ جُودَاً
يَدٌ بَيْضَـاءُ رَاَحَتُهَـا مـزارُ
|
وَدَارُكَ مَشْرَعاً للْخَيرِ دومـاً
حَكَمْتَـهُ بِالْعَدَالَـةِ اقْتِـدَارُ
|
سَلاَمٌ خَادَمَ الْبَيتَيـنِ ذُخْـرَاً
لَنَا فِيْ خِدْمَةِ الْبَيْتِ افْتِخَـارُ
|
خَدَمْتَ الْبَيْتَ والإسْلاَمَ فَخْرَاً
وإِيمَاناً كَمَا صَنَـعَ الكِبَـارُ
|
رِجَالٌ سَطَّرَ التَأرِيخُ عَنْهُـمْ
حُرُوفـاً لا يُغَبِّرُهَـا الغُبَـارُ
|
نَرَاهَا فِيْ كِتَـابِ اللهِ نـوراً
مُنِيراً والْحَديثُ لـهُ اعتبـارُ
|
فإبْرَاهِيـمُ شيَّـدَهُ مجيـبـاً
لأِمْرِ اللهِ وارتَفَـعَ الْجـدَارُ
|
عُلـوٌ لا يُضَاهِيـهِ عُـلـوٌ
كأنّهُ لاَمَسَ الْمُـزْنِ الغِـزَارُ
|
تَحُفُّ بِـهِ ملائِكَـةٌ كِـرَامٌ
وإسْمَاعِيلُ نَاوَلَـهُ الحِجَـارُ
|
وَشَيَّدَ رُكْنَهُ حَجـراً زكيـاً
مِنَ الْجَنَّاتِ والفِـرْدَوْسِ دارُ
|
لِمَنْ عَبَدَ الإلهَ بدُونِ شِـرْكٍ
وَيُدْرِكُ أنَّ للْحَـقِ اخْتِبَـارُ
|
فقَبَّلَهُ الحَبيْبُ فَدَتْهُ رُوحِـي
بِحُـبٍ والْمَحَبَّـةُ اعتِطـارُ
|
فَسُبْحَانَ الذِي يَهْدِي إليـهِ
وسبْحَانَ الذِي مَلَكَ القَـرَارُ
|
بأنْ يَبْنيِ لَهُ بـالأرَضِ بَيْتـاً
كَبَيْتٍ في السَّمَاءِ لَـهُ يُـزَارُ
|
مِنَ الْمَلَكِ الكَرامِ المُكرَمِينَـا
بِنُورِ اللهِ والأَنْـوَارِ سـاروا
|
وَنَرْفَعُهَا الأياَدِي لذِي الجَلاَلِ
على نعمٍ نعيشُ بهـا كبـارُ
|
وَنَحْمدُ ربَنَـا عُدْتُـمْ إليْنَـا
بخيرٍ بَعْـدَ طَـالَ الانْتِظَـارُ
|
شِفَاؤكَ فَرْحَةٌ فِيْ كُلِ بَيْـتٍ
وَبَيْتُ اللهِ فَرْحَتُـهُ العَمَـارُ
|
بِذِكْرِ اللهِ مَخْدُومَ الْجَنَـاَبِ
بأيْدِي خَادمُ البَيْتِ انتصَـارُ
|
لِديـنِ اللهِ والإسـلامِ عـزاً
بِعَوْنِ اللهِ للوطـنِ السِّـوَارُ
|
قُدُوُمكَ سَالِماً فَرَحٌ جَدِيـدٌ
حَمَامُ البَيْتِ بالأَفْرَاحِ طَارُوا
|
يَزُفُّونَ الْتَهانِـي مُشرِقَـاتٌ
لِشَعبِكَ والقُلُوبُ لها مَطـارُ
|
يَعُمُّ بِهَا الْوَفَاءُ لَكُـمْ دَوَامـاً
ديـارٌ لا ينافسهـا ديــارُ
|
صالح محسن الجهني
|
نشرت بمجلة الدفاع العدد - 158 -