عميد طيار ركن متقاعد

لقب ( شاعر القوات الجوية ) تشريف وتكريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران رحمه الله فقد منحني إياه في حفل تخرج الدورة ( الحادية والعشرون ) من كلية الملك فيصل الجوية بالرياض (عام 1402 هـ - 1981م)



الجمعة، 13 يونيو 2014

لا تشتكي ما للغلاء دواء ، حتى يداوى بالكتاب الداء


لا تشتكـي مـا للغـلاءِ دواءُ
حتى يـداوى بالكتـابِ الـداءُ
ويكونُ أمرُ اللهِ حكمـاً  نافـذاً
ولكل مفسـدةٍ يكـونُ  جـزاءُ
على أعينٍ لا تنتهي ما لم يكنْ
حزمٌ تراهُ الشمسُ والجـوزاءُ
وعدالةٌ لا ينطفـي  نبراسُهـا
ونصيحةٌ لا تنثنـي  عصمـاءُ
ويكونُ ما قالَ النبـيُ مطبقـاً
في حياتِنا والمسلمون سـواءُ
في بيعِنا وشرائِنـا ومعاشِنـا
فلقـدْ ورثِنَـا سنـةٌ سمحـاءُ
والراشدون من الصحابة اقتدوا
ومحمـدٌ القـدوةُ الحسـنـاءُ
فلـمَ لـمَ لا نقتـدي بكرامِنـا
ونعيشُ في هذي الحياةِ  صفاءُ
قبلَ الحسابِ وكلُ نفسٍ تُسـألُ
والقبرُ فيه مسائـلٌ  وقضـاءُ
والكـل منّـا مذنـبٌ  متأمـلٌ
رحمـاتُ ربـه كُلُنـا خطَّـاءُ
يومَ الفصالِ عظيمـةٌ أهوالـهُ
جناتُ خلدٍ ليسَ فيهـا شقـاءُ
أو في جحيمٍ سعـرتْ نيرانـهُ
ضَجَّت بهِ الأمواتُ  والأحيـاءُ
وصلاحُ أمرِ المسلمين كتابُهُـم
الكـونُ مـن آياتـهِ وضَّـاءُ
منْ ذاَ يفرِّطُ في سراجِ حياتـهِ
غيرَ الذي لعبتْ بـه الأهـواءُ
لم يستعذْ باللهِ مـنْ  شيطانـهِ
واللهُ يعْقـلُ نُـورَهُ العـقـلاءُ
ونجاةُ كلِ المسلمينَ صلاتُهـم
اللهُ أكبـرُ والصـلاةُ دعــاءُ
وجهادُهم للنفسِ عن  شهواتِها
والصومُ خيرٌ والزكـاةُ  نمـاءُ
اللهُ نورُ الكـونِ جـلَّ جلاُلُـه
فهـو الغَنِّـيُ وكلنـا  فُقَـراءُ
وبنورهِ منْ يستضـيُ بنـورهِِ
ازداد من نورِ الجمـالِ حيـاءُ
وأمانـةٌ فـي أكلـهِ وشرابـهِ
وطهـارةٌ إنَّ الحيـاةَ نـقـاءُ
لو كان فيها الخائنون نفوسهم
فالخيـرُ فيهـا عفـةٌ ووفـاءُ
الصادقونَ الصابرونَ تسيـدوا
فيها تراهـمُ بالصـلاةِ  بكـاءُ
الطامعـونَ بعفـوهِ سبحانَـهُ
وهو الذي فيما يشـاءُ يشـاءُ
من يلتقيهِ موحداً يهنـى  بـهِ
حتى وإنْ كثرتْ لـهُ الأخطـاءُ
تجَّارُنَا خافوا مـن اللهِ  الـذي
جَعَلَ التجـارةَ نعمـةٌ وثـراءُ
فالبيعُ من خيرِ الحلالِ  محلـلٌ
وكذا بطيبِ الربحِ كانَ  شـراءُ
لا تظلمونَ الناسَ في  أرزاقهم
وكأنَّكـمْ للجاحـظِ البـخـلاءُ
لا تخدعونَ الناسَ في  أموالهم
بدعايةٍ غرقوا بهـا  الجهـلاءُ
أتطففونَ كـأنَّ فرْعـونٌ أتـى
مكيالـهُ بُخْـسٌ وفيـه بـلاءُ
لا تضربونَ السعرَ في  أرباحهِ
أضعافُ قيمتـهِ فهـذا  وبـاءُ
تتنافسونَ مع البنوكِ  تنافسـاً
بَشِعاً وفيـه مخاطـرٌ وعـداءُ
وكأنَّكمْ مُسْتَعْمـرون  تأبْطـوا
شراً على أرضٍ بها البسطـاءُ
أينَ التجارةُ لا تـرَ أطماعَكـم
أينَ التعـاونُ أيُّهـا الـوزراءُ
أينَ الرقابةُ لم تقم في دورهـا
أينَ النزاهـةُ والغـلاءُ غـلاءُ
أينَ الأوامرُ لم ينفـذْ بعضُهَـا
و الخير فيها نعمـةٌ  ورخـاءُ
أينَ الأوامرُ لم يطبقْ  نصفهـا
أهدافها خيـرٌ بـلا  استثنـاءُ
من خادمِ البيتين طابَ مقامُـه
أدى الأمانةَ صـادقٌ  معطـاءُ
لم يدخرْ جهداً ليبقـى  شعبَـهُ
في خيرِ حـالٍ أيُّهـا النبـلاءُ
اللهُ يحميـه ويحمـي موطنـاً
البيـتُ فيـه منـارةٌ  غـراءُ
فلتكبحوا خطرَ التجـارةَ إنِّهـا
اسْتَعْمرَتْ بشرورهَـا عظمـاءُ
من قبلنا والهندُ أكبـرُ شاهـدٌ
أينَ المغـولُ أباطـرٌ زعمـاءُ
وهي الجميلةُ إن تلوثَ ثوبَهـا
صارتْ على هامِ الكرامِ  عصاءُ
وكذا البنوكُ كما ترى  تنظيمَها
أسرتْ شعوباً شاعَ فيها رِبَـاءُ
كم قيدتْ بسلاسـلٍ  عملائَهـا
والمـالُ فتنـةُ أمـةٍ  عليـاءُ
يا ربّ عفوك كل من وقعوا بها
والخيرُ في خيرِ البنوكِ وعـاءُ
وعلى الكريم توكلوا  وتعاونوا
حلُ المشاكـلِ رغبـةٌ وذكـاءُ
لا ليسَ عيبٌ أن تعومَ  مشاكلاً
العيبُ إن بقيـتْ بـلا إنهـاءُ
ومن الشجاعةِ والإدارةِ حلهُّـا
إنَّ الإدارةَ منـبـعٌ  ودهــاءُ
يا ربّ ، احفظ ديننا  وكتابنـا
واغفر لنا أنتَ العظيمُ سخـاءُ
واحمي لنا وطناً كريماً شعبُـهُ
ومليكُـهُ والرايـةُ الخضـراءُ
صالح محسن الجهني

البيت الثالث : ( على أعينٍ لا تنتهي ما لم يكن ، حزمٌ تراهُ الشمسُ والجوزاءُ )
 فقد جمع أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله كذلك الشمس والجوزاء
 في أحد أبيات قصيدته العصماء الهمزية النبوية
حيث قال رحمه الله : ( يأيها المُسرى به شرفاً إلى ، ما لا تنال الشمسُ والجوزاءُ )