تُريدونَ نصراً اتقوا اللهَ تُنصروا
وإنْ تصدقوا الرّحمن بالنصرِ تَظفروا
وصبراً على الأعداءِ حينَ لقائهمْ
وحيَّا إلى التهليلِ واللهُ أكبرُ
ولا تقربوا تلكَ المعاصي فإنها
عراقيلُ ابليسَ اللعينَ ومنكرُ
أباطيلُ تسليةٍ عظيمٌ شرورهَا
تضرُّ وتفسدُ كلَّ عقلٍ يدبِّرُ
وكم من أمورٍ قدْ نراهَا صغيرةً
وهنَّ على الميزانِ أدهى وأخطرُ
يُؤخرنَ خيراً أو يُعجلنَ نقمةً
وأعظمُ منهنَّ الكبائرُ فاحذروا
فقوموا لذكرِ اللهِ جلَّ جلالهُ
وسنةِ طٰهَ بالنفائسِ تزْخرُ
دُعاءٌ وتسبيحٌ وعزمُ شجاعةٍ
يُزلزَلُ منها الظلمَ والظلمُ يقهرُ
تنالونَ نصرَ اللهِ فالتمسوا الهُدى
ومنْ نالَوا إحدى الحسنيينِ يُبَشَّروا
بجنةِ خلدٍ لا يزولُ نعيمهَا
بها الحمدُ والتكبيرُ والله أكثرُ
لمن صدقوا الرحمنَ خيرَ عبادهِ
كأصحابِ طٰهَ والصحابةُ معشرُ
وأتباعه حتى النهايةَ ساعةً
بها كلُّ خلقِ اللهِ للهِ يحشرُ
تريدون فضلَ اللهِ هيَّا إلى الهُدىٰ
وأنتمْ لهُ خلقاً بفضلهِ تُمطروا
فلا تمنعوا الرَّحمنَ حقَّ زكاتهِ
وصلّوا وصوموا واشكروا اللهَ تُشكروا
ولا تجهروا في منكرٍ وضلالةٍ
وسترا فإنَّ السترَ ظلٌ موقرُ
ولا تقطعوا الأرحامَ والجارُ وصْلُهُ
عظيمٌ وحقُّ الضّيفِ قدرٌ معطّرُ
وأوفوا العهودَ ولا تخونوا وتعتدوا
ولا تبخسوا المكيالَ واللهُ ينظرُ
ولا ترتشوا والمالُ خيرُ وسيلةٍ
إذا كان في خيرِ الأمورِ يُبعْثَرُ
أشيعوا السّلامَ ولا تضروا مسلماً
بشرٍ ولا تغتابوا نفساً فتخسروا
تريدون أمناً بالحياةِ وزينةً
فلا تشربوا الأحقادَ سماً تقَطّرُ
ولا تحسدوا الإنسانَ والله منعمٌ
على من يشاءُ بما يشاءُ ويقدرُ
تحلّوا بأخلاقِ الرسولِ وصحبهِ
تعيشون رغْدَ العيشِ والأرضَ تُعمرُ
فأخلاقهُ القرآنَ صلّوا وسلّموا
عليهِ سلامَ اللهِ ما الشمسُ تظهرُ
وخيرُ لباسِ العبدِ والعبدُ مذنبُ
لباسٌ من الغفرانِ والله يغفرُ
صالح بن محسن الجهني