عميد طيار ركن متقاعد

لقب ( شاعر القوات الجوية ) تشريف وتكريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران رحمه الله فقد منحني إياه في حفل تخرج الدورة ( الحادية والعشرون ) من كلية الملك فيصل الجوية بالرياض (عام 1402 هـ - 1981م)



الجمعة، 18 ديسمبر 2020

قصيدة العالمانية/ ضبعُ السياسةِ كاتبٌ عالماني ... متأبطٌ عقليةَ الحيوانِ

قصيدة العالمانية

ضبعُ السياسةِ كاتبٌ عالماني
متأبطٌ عقليةَ الحيوانِ

لا الدينُ يضبطُ عقلهُ وسلوكهُ
متفلسفٌ بالمنهجِ الهيولاني(١)

متجردٌ مستهجنٌ لتراثهِ
ومروجٌ للكفرِ والعصيانِ

لا الدينُ يعجبهُ ولا سننُ الهدىٰ
ومجادلٌ للوحيِّ والقرآنِ

ومشككٌ في صحاحهِ ورجالهِ
متطلعٌ للحُكْمِ والسلطانِ

ومطالبٌ للفصلِ بين علومنا
عن سلطةِ القانونِ للأوطانِ

متزودٌ بمخالبٍ غربيةٍ
مسمومةٍ من غابرِ الأزمانِ

أيامَ كانتْ للكنيسةِ سطوةٌ
ضدَّ العلومِ كسطوةِ السَّجانِ

قبعتْ أوروبا في ظلامٍ دامسٍ
وتصادمٍ للدينِ والأذهانِ

حتىٰ أتىٰ التنويرُ من علمائِها
فتحررتْ منْ سلطةِ الرُّهبَانِ

في نهضةٍ علميةٍ في ركبِها
حريةٍ ظهرتْ إلى الأعيانِ

فيهَا العلومُ ولا يشَقُّ غُبارُهَا
وعلومُ دنيانا لها وجهانِ

وجهٌ جميلٌ نافعٌ مستحسنٌ
ومؤيَّدٌ من معظمِ الأديانِ

ونقيضهُ وجهٌ قبيحٌ مظلمٌ
يدعو إلى سخريةِ الإنسانِ

حريةٌ تخلو من القيمِ التي
فُطِرتْ عليها شرائعَ الرّحمٰنِ

مادِّيَّةٌ يدعو إليها فلاسفٌ
في عالمٍ متنافرِ الأركانِ

يتصوروا الدنيا بلا أخرىٰ لها
وحسابُ من فيِها إلى النسيانِ

هذا هو التنويرُ شرٌ عصرهُ
والعالمانيونَ شرٌ ثاني

فهمُ الزنادقُ في قديمِ زمانِنا
بالفكرِ والأهدافِ يلتقيانِ

ومن التواصلِ في أوروبا وما رأوا
عادوا بإعجابٍ من الطوفانِ

ظنوا وبالإسلامِ أغلبُ ظنهمْ
يُبنى على التشكيكِ والنقصانِ

والغربُ دينهُ لا يشابهُ ديننَا
وظروفهُ وظروفنا شتانِ

فسعوا لصدِّ النَّاسِ عنْ إسلامِنا
بتحركٍ وتلبسٍ شيطاني

زعموا بأنهُ للعلومِ معارضٍ
وهو الذي للعلمِ والإيمانِ

بحرُ العلومِ وزاخرٌ بفنونهِ
وحضارةٌ كالدُّرِ والمرْجَانِ

اقرأ وآياتُ الكتابِ عظيمةٌ
فيها علومُ العقلِ والأبدانِ

علماؤُنا في خيرِ علمٍ أبحروا
وفي كلِّ علمٍ واسعِ الميدانِ

فالعلمُ نبراسُ لهمْ ودليلهمْ
ما جاءَ بالآياتِ والفرْقانِ

فبنوا حضارةَ أمةٍ علميةٍ
فرضٌ عليها العلمَ للإنسانِ

كمْ حرّكَ القرآنُ عقلاً ساكناً
ولكمْ دعىٰ لتفكرٍ عقلاني

كمْ أثبتتْ آياتهُ وعلومهُ
تدبيرُ ربِّ الكونِ للأكوانِ

كمْ حرَّكتْ سننُ الحبيبُ المصطفىٰ
عقلاً منيراً للعلا متفاني

ولقدْ علمنَا العلمُ نورٌ وهدىٰ
في موطنٍ متراصفِ البنيانِ

علماؤُنَا في دارِنَا نبراسُنَا
للدنيا والأخرى وللتبيانِ

خيرُ المشجعِ للعلومِ جميعهَا
فيمَا يعززُ رفعةَ الوجدانِ

وفي دينِنَا وفي مجدِنَا وكتابِنَا
العلمُ كنيةُ ديننَا الرباني

صالح بن محسن الجهني

--------------------------

(١) الهيولى : أو الهيولا بفتح الهاء وضم الياء (Hyle) كلمة يونانية تعنى الأصل أو المادة، وهى واحدة في جميع الأشياء في الجماد، والنبات، والحيوان وإنما تتباين الكائنات في الصور فقط .